Thursday, June 14, 2007

عندما نقتال العقل من أجل النقل

(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) (الحجرات 14). هكذا خاطب الله الأعراب الذين أسلموا ثم عبدوا محمداً وتبركوا ببصاقه وبوله بدل أن يعبدوا الله. ولما مات محمد ألّهوا أصحابه وأقواله مع أقوالهم، وأصبح كل نص منسوب إلى محمد أو أحد أصحابه نصاً مقدساً لا يتطرق إليه الشك. وأنهمك الفقهاء المتأخرون في تحري صحة السند دون الالتفات إلى المتن، فنقلوا لنا في بعض الأحيان كفراً بواحاً إذا جعلوا الأحاديث الآحادية المنسوبة إلى محمد تنسخ القرآن، وفي أغلب الأحيان نقلوا لنا غثاءً لا يمكن أن يقبله أي إنسان يحترم إنسانيته. وسوف أورد هنا قليلاً من الأمثلة على ما أقول. فمثلاً يخبرنا البغدادي في تاريخه: (أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حدثنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا محمد بن عبد الله بن جوروية الرازي حدثنا عمر بن الخطاب حدثنا محمد بن يونس حدثنا سفيان وأخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الامام بأصبهان أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا بن أبي مريم حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاءت الحمى تستأذن على النبي ( ص ) فقال من أنت قالت الحمى قال أتعرفين أهل قباء قالت نعم قال اذهبي إليهم فذهبت إليهم فنالوا منها شدة فشكوا ذاك إلى رسول الله ( ص ) فقال إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم كانت لكم كفارة وطهورا قالوا تكون لنا كفارة وطهورا) (تاريخ بغداد، للبغدادي، ج3، ص 56). ولم يخبرنا الراوي إذا كانت الجراثيم التي تسبب الحمى هي التي استأذنت من النبي أم الحمى نفسها التي طلبت الإذن. ثم أن النبي لم يُظهر أي نخوة عربية فأرسل الحمى إلى أهل قباء ففتكت بهم ولا ذنب لهم. والغريب أنه عندما أمر الحمى أن تذهب إلى أهل قباء لم يسأل الله، بل أمرها، ولكن عندما اشتكى له أهل قباء قال يمكنه أن يسأل الله أن يزيلها عنهم. لماذا لم يأمرها كما أمرها أول مرة؟ثم يخبرنا ابن قيم الجوزية عندما تحدث عن موقعة أُحد، ما يلي: (وأصيبت يومئذ عينُ قتادة بن النعمان، فأتى بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فردَّها عليه بيده، وكانَتْ أصحَّ عينيه وأحسنَهما) (زاد المعاد، ج3، ص 94). فلو عرفنا أن النبي قد شُج وجهه وكُسرت رباعيته ولم يردها، لعلمنا أن فكرة رد عين قتادة فكرة نقلية تضطهد العقل، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. لو كان بإمكان محمد أن يرد عين قتادة لرد أسنانه أولاً. ثم أن القرآن يخبرنا أن الله لم يعط محمد أي معجزات حتى بعد أن طلب منه أهل مكة ذلك، فقال لهم الله (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون) (الإسراء 59). فإذا كان القرآن صادقاً فإن الله لم يرسل لمحمد أي معجزات. والقرآن كذلك يقول على لسان محمد (وما أنا إلا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ). فهل يستطيع البشر أن يرد عين قتادة التي سالت فيرجع بصرها أحسن من العين التي لم تسل؟ثم يزيدنا الدمشقي علماً إضافياً فيروي لنا معجزات النبوة: (من معجزات النبوة ما ذكره في ربيع الأبرار عن هند بنت الجون نزل رسول الله على خيمة خالتها أم معبد فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومج في عوسجة إلى جانب الخيمة فأصبحنا وهي كأعظم دوحة وجاءت بثمر كأعظم ما يكون في لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روى ولا سقيم إلا برىء ولا أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا ودر لبنها فكنا نسميها المباركة وكان من البوادي من يستشفى بها ويتزود منها حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها واصفر ورقها ففزعنا فما راعنا إلا نعى رسول الله ثم أنها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوك من أسفلها إلى أعلاها وتساقط ثمرها وذهبت نضارتها فما شعرنا إلا بمقتل أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه فما أثمرت بعد ذلك اليوم فكنا ننتفع بورقها ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط وقد بذل ورقها فبينا نحن فزعين مهمومين إذا أتانا خبر مقتل الحسين ويبست الشجرة على أثر ذلك وذهبت والعجب) (شذرات الذهب للدمشقي، ج1، ص25). في ليلة واحدة فقط نبتت الشجرة وأثمرت. وتلك الشجرة كانت تعلم الغيب وتحزن لموت أمير المؤمنين ابن أبي طالب وتنزف دماً لموت ابنه الحسين. يعني باختصار حتى الشجر يمكن أن يكون شيعياً وسنياً.حتى الفقهاء تحدث لهم المعجزات، فقد كان الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، حافظاً للحديث وقد روى عن أبيه كثيراً، قال (كان في دهليزنا دكان وكان إذا جاء إنسان يريد أبى أن يخلو معه أجلسه على الدكان وإذا لم يرد أن يخلو معه أخذ بعضادتي الباب وكلمه فلما كان ذات يوم جاء إنسان فقال لي قل لأحمد: أبو إبراهيم السائح، فخرج إليه أبي فجلسا على الدكان فقال لي أبى سلم عليه فإنه من كبار المسلمين أو من خيار المسلمين فسلمت عليه فقال لأبي حدثني يا أبا إبراهيم فقال له خرجت إلى الموضع الفلاني بقرب الدير الفلاني فأصابتني علة منعتني من الحركة فقلت في نفسي لو كنت بقرب الدير الفلاني لعل من فيه من الرهبان يداووني فإذا أنا بسبع عظيم يقصد نحوى حتى جاءني فاحتملني على ظهره حملا رفيقاً حتى ألقاني عند الدير فنظر الرهبان إلى حالى مع السبع فأسلموا كلهم وهم أربعمائة راهب) (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 204). حتى السباع تعرف أحمد بن حنبل وتحمله برفق على ظهرها، ويسلم على يديه اربعمائة راهب.وحتى أم أيمن خادمة النبي وأم أسامة بن زيد كانت لها كرامات، فقد روي الذهبي ما حدث لها عندما هاجرت إلى المدينة، فقال (ومن مناقب أم أيمن، قال جرير بن حازم: سمعت عثمان بن القاسم يقول: لما هاجرت أم أيمن أمست بدون الروحاء فعطشت وليس معها ماء، فدلي عليها من السماء دلو فشربت، فكانت تقول: ما عطشت بعدها قط، ولقد تعرضت للعطش فأصوم في الهواجر فما عطشت.) (التاريخ الإسلامي للذهبي، ج2، ص 79). ويبدو أن السماء بها آبار وعليها دلاء تستعملها الملائكة.وحتى بلال الذي كان يعمل مؤذناً للنبي طول حياته، ارتحل إلى الشام بعد موت النبي، ثم (رأى النبي صلى الله عليه وسلم {في المنام} يقول له: "ما هذه الجفوة أما آن لك أن تزورني"؟ فانتبه وركب راحلته حتى أتى المدينة، فذكر أنه أذن بها فارتجت المدينة، فما رئي يوم أكثر باكياً بالمدينة من ذلك اليوم.) (نفس المصدر، ص 109). وتُثبت هذه الواقعة المثل الذي يقول (زامر الحي لا يُطرِبْ) فقد كان بلال يؤذن بالمدينة أكثر من عشر سنوات ولم ترتج المدينة، ولكن بعد أن هاجر منها وأصبح مغترباً، زادت أهميته، فعندما عاد زائراً وأذن بها ارتجت المدينة لصوته. وقد بلغت الخطرفة حد الاستحالة في بعض الروايات، فقد روى الدمشقي عن الذين ماتوا سنة خمس وسبعين من الهجرة، فقال (وفيها توفي الأسود بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه العابد كان يصلي في اليوم والليلة سبعمائة ركعة) (شذرات الذهب للدكشقي، ج1، ص 82). وبما أن اليوم عبارة عن اربع وعشرين ساعةً، أي 1440 دقيقة، فإن هذا الرجل كان يصلي ركعةً كل دقيقتين، دون أي توقف لأكل أو شرب أو قضاء حاجة. ولم يكن ينام قط.أما عثمان بن عفان فقد قرأ القرآن كله في ركعة واحدة، يقول الذهبي (وعن حكيم بن عباد قال: أول منكر ظهر بالمدينة طيران الحمام، والرمي، يعني بالبندق، فأمر عثمان رجلاً فقصها، وكسر الجلاهقات. وصح من وجوه، أن عثمان قرأ القرآن كله في ركعة.) (تاريخ الإسلام للذهبي، ج2، ص 163). أولاً: عثمان كان رجلاً في ثمانينات العمر ولا يعقل أن يظل واقفاً حتى يقرأ القرآن كله في ركعة واحدة. وثانياً: عثمان لم يكن يحفظ القرآن عن ظهر قلب حتى يقرؤه كله في ركعة واحدة، فقد روى أهل التاريخ أن عمر بن الخطاب حفظ سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وتاريخ الإسلام للذهبي، ج2، ص 121) فإذا احتاج عمر لاثنتي عشرة سنة لحفظ سورة واحدة، فكم من الزمن يحتاج الرجل منهم ليحفظ القرآن كله؟أما أحمد بن حنبل فقد كان يحفظ ألف ألف حديث أي مليون حديث، وقد (حزر من حضر جنازته من الرجال فكانوا ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألفا وأسلم يوم موته عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس) (شذرات الذهب، ج2، ص 98). والغريب أن المسلمين ارتدوا يوم مات النبي، ولكن اليهود والنصارى أسلم منهم عشرون الفاً عندما مات أحمد بن حنبل. ما أكفر اليهود والنصارى!وتاريخ اليهود ملئ بالقتل، كما يقول المؤرخون الإسلاميون، فهاهو ذا ابن قيم الجوزية يخبرنا (واما خلفهم فهم قتلة الانبياء : قتلوا زكريا وابنه يحيى وخلقاً كثيراً من الانبياء ، حتى قتلوا في يوم واحد سبعين نبياً واقاموا الاسواق في اخر النهار كانهم لم يصنعوا شيئاً.) (ابن القيم، هداية الحيارى، ص 18).ولا يسعنا هنا إلا أن نتساءل: كيف اجتمع لليهود سبعون نبياً في يوم واحد وفي نفس المكان حتى يقتلوهم في أول النهار ويقيموا السوق في آخره؟ ولماذا احتاج الله أن يبعث سبعين نبياً دفعة واحدة؟وما دمنا خير أمة أخرجت للناس لابد أن تكون لغتنا العربية أقدم لغة عرفتها البشرية لأنها لغة القرآن ولغة أهل الجنة، ويخبرنا الإمام جلال الدين السيوطي (أخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف بسنده عن كعب الأحبار قال‏:‏ أول من وضع الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها آدم عليه السلام قبل موته بثلاثمائة {سنة} كتبها في الطين ثم طبخه فلما أصاب الأرض الغرق أصاب كل قوم كتابهم فكتبوه فكان إسماعيل بن إبراهيم أصاب كتاب العرب ) (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي). والمعروف تاريخياً أن إبراهيم كان يتحدث الآرامية، فكيف تحدث ابنه إسماعيل بالعربية؟ لابد أنها معجزات الأنبياء.وعلى هذا المنوال تسير جميع كتب التاريخ والحديث والسيرة النبوية. فهل بعد هذا نستغرب ما نسمعه على الفضائيات العربية الممولة نفطياً من مناظرات بين الجن والقضاة المسلمين، أو أحاديث إرضاع الكبير وحديث الشجر والحجر مع رسول الله، والتبرك ببوله وفضلاته الطاهرة؟ ولا تمنع كل هذه الخزعبلات بعض المشايخ من التصريح بأن الإسلام يحترم العقل وأن الإيمان بالإسلام ينبع من العقل وليس بالوراثة أو السيف. ورغم انتشار الجهل وتفشي الفساد في الأمة الإسلامية، لا يكف الشيوخ والرؤساء والملوك عن بناء المساجد الفاخرة ومنح الجوائز المالية للذين يحفظون القرآن والتمشدق بأن أمة الإسلام هي الأمة الوحيدة التي تعرف الله وتعبده. وهم طبعاً يحاولون خداع الله وخداع رعاياهم، ولذا قال الله لهم (قل أتعلّمون الله بدينكم والله يعلم مافي السموات ومافي الأرض والله بكل شيء عليم) (الحجرات 16). اللهم أدم على المسلمين رضاعهم، في صغرهم وفي كبرهم
-----------------------------------------------------------------------------------------------
كامل النجار
الحوار المتمدن - العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14

2 comments:

-_- said...

لابد من وقفة

My song my book etc.. said...

Tell everyone to sit down,” Jesus ordered. So all of them-the men alone numbered five thousand-sat down on the grassy slopes. Then Jesus took the loaves, gave thanks to God, and passed them out to the people. Afterward He did the same with the fish. And they all ate until they were full. “Now gather the leftovers,” Jesus told his disciples, “so that nothing is wasted.” There were only five barley loaves to start with, but twelve baskets were filled with the pieces of bread the people did not eat! - John 6:1-14
for almost 2 millennia, the Christian Church has taught that Jesus was crucified, died, and was bodily resurrected (i.e. returned to life in his original body) three days later.
if that can be believed by the delusionals any thing else can happen.
please tell us about how you feel about feeding 5000 people with one fish cause it will be a good idea to open a successful restaurant.